رئيس الوزراء المغربي عبد الاله بن كيران: ما دامت الحدود مع الجزائر مغلقة فالقمة المغاربية ستكون شكلية

 اعلن رئيس الحكومة المغربية عبد الاله ابن كيران ان القمة المغاربية المقررة في تونس قبل نهاية العام الجاري 'لم تنضج ظروفها' وستكون 'شكلية' ما دامت الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة.

وقال ابن كيران لصحيفة 'التجديد' الناطقة باسم حزبه 'العدالة والتنمية' الاسلامي ان 'ظروف القمة المغاربية لم تنضج بعد. ما دامت الحدود لم تفتح بين المغرب والجزائر فإن القمة ستكون شكلية'، مضيفا 'لا يمكن أن تتصالح ألمانيا وفرنسا وتظل الجزائر في خصام مع المغرب'. 
واكد رئيس الوزراء المغربي ان 'المغرب في سياسته مع الإخوة الجزائريين يراهن على التاريخ، وعلى الشعبين اللذين تربطهما المحبة والأخوة'. 
وكان الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر اعلن امكانية تأجيل موعد القمة المغاربية التي كانت مقررة في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر المقبل بمدينة طبرقة شمال تونس لمزيد من التشاور بين العواصم المغاربية. 
من جهة أخرى اعتبر رئيس الحكومة المغربية ان 'المشكل السوري مشكل دماء يجب أن توقف، أما الامور الأخرى فأهميتها نسبية ومعالجتها ممكنة'. 
وفي الشأن الفلسطيني اعلن ابن كيران ان حزب 'العدالة والتنمية لا يخفي مساندته لحركة حماس' الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة والتي حل رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ضيف شرف على المؤتمر العام للعدالة والتنمية الذي عقد اخيرا، وذلك ردا على سؤال عما اذا كان عدول السفير الأميركي عن حضور المؤتمر سببه رفضه الحضور الى جانب مشعل. 
وعقد 'العدالة والتنمية' مؤتمره العام السابع يومي 14 و15 تموز/يوليو وقد أعيد خلاله انتخاب عبد الاله ابن كيران أمينا عاما للحزب بأغلبية كبيرة. 
من جهة اخرى قال وزير الخارجية المغربي الدكتور سعد الدين العثماني إن المناطق الصحراوية المغربية تعد الأكثر أمنا في المنطقة الإفريقية، ومناطق جنوب الصحراء التي تعيش على وقع التهديدات الإرهابية.
واكد المسؤول المغربي ان بلاده تواصل مساعيها لايجاد مخرج لازمة دولة مالي وتداعياتها السياسية والأمنية على دول المنطقة، وقال إن المغرب اتجه إلى دعم المساعي الإفريقية لحل الأزمة المالية داخل الإطار الإفريقي.
واوضح العثماني في توضيحات بالرباط امام لجنة برلمانية الخميس أن المغرب لم يقطع علاقته مع دولة مالي بعد اعترافها بالجمهورية الصحراوية التي اعلنتها جبهة البوليزاريو من طرف واحد 1977 لكن علاقته معها أصبحت باردة.
وأكد العثماني أن القضية المالية رغم ما تعرفه من حضور قوي في المغرب لكنها لم تؤثر بشكل كبير على المملكة، رغم أنها تعقدت مع سقوط نظام القذافي.
وأوضح رئيس الدبلوماسية المغربية بشأن ملف المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة من جنوب الصحراء والتدابير المتخذة للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت في تنام مضطرد وتداعيات ذلك على مختلف المستويات، أن مشكلة المهاجرين معقدة، مؤكدا أن المغرب فكك 108 شبكة للهجرة السرية تتاجر في البشر، كما أنه أعاد أكثر من 11 ألف مهاجر سري في السنوات الثماني الماضية.
وأشار إلى أن المغرب أصبح بلد استقبال للمهاجرين الأفارقة، بسبب السياسة التي اتخذها بعدم السماح بالهجرة السرية، في إطار تعاطيه مع دول الجوار وبالخصوص الأوربيين منهم.
وقال محند العنصر وزير الداخلية المغربي بعد مباحثات مع نظيره الفرنسي إن المغرب لن يكون دركيا لأحد، وسيقوم بما يلزم في محاربة كل الظواهر غير المشروعة في إطار التشارك مع فرنسا وإسبانيا.
واكد العنصر في ندوة صحافية مشتركة مع مَانوِيل فَالس التزامهما بـ 'إقامة شراكة عميقة وحيوية لمواجهة التحديات الأمنية وتدبير تدفقات الهجرة' وقال إنّ البلدين 'يعملان من أجل شراكة معمقة تطال القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة تلك المرتبطة بالجوانب الأمنيّة المختلفة، وخصوصا مكافحة انتشار الجريمة والاتجار بالمخدّرات، زيادة على الإحاطة بتدفقات الهجرة'.
وعبر الوزيران عن 'انشغالهما بالوضع الأمني الحالي بمنطقة الساحل' زيادة على 'ضرورة تطوير الشراكة المغربية الفرنسية لتطوير وتعزيز المصالح المتبادلة بين الرباط وباريس.. بدءً بتحديد مقاربة للتدبير المشترك لتدفقات الهجرة'.
وقال وزير الداخلية المغربي ان 'المغرب ليس بلد عبور للمهاجرين القادمين من جنوب الصحراء الكبرى، بل هو أيضا بلد استقبال تواجهه نفس التحديات المرتبطة بالهجرة.. والمملكة تواصل تعاونها مع كافة البلدان المعنية حتّى يتمّ البصم على عمل مثمر في هذا المجال، مع إسبانيا وفرنسا بشكل خاص'.
وقال وزير الداخلية الفرنسي ان كافة مظاهر التعاون الثنائي 'عرفت تطورا فعّالا أضحى يستلزم توسيع نطاقه ليشمل مجالات أخرى..'، واضاف 'حان الوقت للقطع مع الأحكام المسبقة القائلة إن المشاكل تأتي فقط من الجنوب.. وبإمكاننا الذهاب بعيدا في شراكتنا المبنية على الثقة مع الرباط.. وتبسيط الإجراءات الإدارية مع تسهيل مساطر الحصول على التأشيرة'.
وقال مانويل فالس إن فرنسا والمغرب يقيمان علاقات 'استثنائية' تتجاوز روابط الثقافة والتاريخ والصداقة وان زيارته للمغرب على غرار تلك التي قام بها من قبل وزراء فرنسيون آخرون تهدف إلى تعزيز وتعميق هذه الروابط 'الاستثنائية' بين البلدين.
والتقى وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس اثناء زيارته للمغرب وهي الأولى له خارج الاتحاد الأوروبي، كلا من رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران الذي يقوم بزيارة إلى المغرب ، كما اجرى مباحثات مع أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقال فالس إن زمن تسخير الحكومة الفرنسية الإسلام لأغراض انتخابية قد انتهى، معربا عن أمله في أن يتمكن مسلمو فرنسا من ممارسة شعائرهم بكل اطمئنان في احترام تام لقوانين الجمهورية. 
واكد أن السلطات الفرنسية تحدوها رغبة في أن يواصل الإسلام تواجده في فرنسا في ظل قوانين الجمهورية شريطة أن تمارس شعائره بكل اطمئنان محذرا من الخلط بين إشكالية الهجرة والإسلام لأنهما موضوعان مختلفان حيث يعتبر الإسلام ثاني ديانة في فرنسا وأن الشعائر الدينية يجب أن تمارس في إطار الكرامة وفي أماكن موقرة للعبادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق