السودان: دولة واحدة أم دولتان؟

 


            السودان هو أكبر بلد إفريقي لكن الاستفتاء الذي يبدأ يوم التاسع من يناير كانون الثاني قد يسفر عن انفصال شطريه الشمالي والجنوبي.


         تشير التوقعات إلى أن غالبية سكان الجنوب سيصوتون من أجل الانفصال. وتوضح هذه الخرائط الفجوة القائمة بالفعل بين الشمال الأكثر غنى وذي الأغلبية العربية المسلمة والجنوب الأفقر والذي يعاني سكانه من آثار سنوات الحرب وقصور التنمية الاقتصادية.

يمكن ملاحظة الخط الفاصل بين شمال السودان وجنوبه من الفضاء الخارجي، كما تظهر هذه الصورة الملتقطة من أقمار اصطناعية تابعة لوكالة ناسا. فالولايات الشمالية أغلب أراضيها صحرواية باستثناء وادي النيل الضيق الخصب أما الولايات الجنوبية فأغلبها مساحات عشبية خضراء ومستنقعات وغابات استوائية.
أغلب سكان شمال السودان مسلمون واللغة العربية هي السائدة بينهم ولكن جنوب السودان يجمع أكثر من مئتي جماعة عرقية أكبرها قبائل الدينكا والنوير. ولكل جماعة عرقية في جنوب السودان لغتها وعقيدتها الخاصة بها.
تبين الإحصائيات حول معدلات وفيات الأطفال الفجوة الضخمة في مستوى الرعاية الصحية بين شمال السودان وجنوبه. ففي جنوب السودان يموت طفل واحد من بين كل عشرة مواليد خلال العام الأول من عمره ولكن في الولايات الشمالية يبلغ معدل الوفيات طفل واحد من بين كل عشرين مولوداً
ترتبط نسبة التعليم المدرسي في السودان طردياً مع مستوى الدخل. فلا تتعدى نسبة الأطفال الذين يكملون مرحلة التعليم الابتدائي في أفقر مناطق جنوب السودان واحداً بالمئة وتصل النسبة إلى خمسين بالمئة في شمال السودان حيث تزيد مستويات الدخل
الصراعات والفقر هما السببان الرئيسيان لقصور الأمن الغذائي في السودان. وعلى سبيل المثال فإن الحرب في إقليم دارفور أدت لاعتماد سكانه بشكل أساسي على المساعدات الغذائية الخارجية أما الولايات الشمالية الأكثر ثروة وتمدناً والأقل اعتماداً على الزراعة فإن الحاجة فيها للمساعدات الغذائية أقل بكثير
تبلغ القيمة السنوية لصادرات النفط السودانية مليارات الدولارات. وتنتج الولايات الجنوبية أكثر من ثمانين بالمئة من إجمالي هذه الصادرات لكنها لا تحصل إلا على خمسين بالمئة من العائدات الأمر الذي يؤجج التوتر مع الشمال. من المقرر إجراء استفتاء منفصل حول مصير أقليم أبيي الغني بالنفط والواقع بين شمال السودان وجنوبه.


نقلا عن بي بي سي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق