![]() |
| لظاهرة أثرت سلباً على الوضع الثقافي في البلاد |
يشتكي أدباء مغاربة من ظاهرة المحاباة والشللية التي تخترق العلاقات بين الكثير من النقاد ببعض الكُتّاب والمبدعين، خاصة العنصر النسائي منهم، الأمر الذي يؤثر سلباً على الوضع الثقافي والأدبي بالبلاد.
ووصف هؤلاء الأدباء هذه العلاقة بين بعض النقاد المغاربة بفئة من الأديبات، بكونها "استغلال عاطفي" للكاتبات، وتؤشر على انتشار ما سموه "متعهدي حفلات" الكتابة في المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أنه كثيراً ما يتساءل المتتبعون والقراء عن أسباب بروز أسماء لكُتاب وكاتبات بعينهم، وعن سر الاحتفاء بهم رغم عدم امتلاكهم لناصية الإبداع الجيد ولا لشروط الصنعة الأدبية اللازمة.
ووصف هؤلاء الأدباء هذه العلاقة بين بعض النقاد المغاربة بفئة من الأديبات، بكونها "استغلال عاطفي" للكاتبات، وتؤشر على انتشار ما سموه "متعهدي حفلات" الكتابة في المغرب.
وتجدر الإشارة إلى أنه كثيراً ما يتساءل المتتبعون والقراء عن أسباب بروز أسماء لكُتاب وكاتبات بعينهم، وعن سر الاحتفاء بهم رغم عدم امتلاكهم لناصية الإبداع الجيد ولا لشروط الصنعة الأدبية اللازمة.
منظمو حفلات
حسن البقالي
وتعليقاً على هذه الظاهرة، اعتبر الأديب المغربي حسن البقالي أن المحاباة وردة قد يقدمها الناقد للكاتبة "المرأة" طمعاً في حديقة، كما قد يقدمها للكاتب "الرجل" رجاء في عطاء مادي أو رمزي.
وأضاف البقالي في حديث مع "العربية.نت" أن هذه المحاباة هي في جميع الأحوال مجرد ضلع واحد ضمن شكل قيمي يشرط سلوكنا الثقافي في المغرب، مشيرا إلى أن أضلاعه الأخرى هي: الإخوانيات والشللية والمزاجية والارتجالية.
وتابع القاص المغربي أن هذا الوضع يدل على سمات الإنسان "المقهور" الذي لم تتمكن الكتابة من إخراجه من ضيق القهر إلى شساعة الحرية والمسؤولية، والذي تحكمه نظرة مانوية إلى العالم تشطره إلى نهار وليل، وخير وشر في غياب بوصلة أخلاقية وقيمية حقيقية.
ويستطرد البقالي: هكذا يغدو الخير هو كل ما يخدم الذات ويهدهد "الليبيدو"، والشر كل ما يهدد نرجسيتها؛ بما يستتبع ذلك من آلية لبناء العلائق أو تدميرها أساسها الاحتراب من جهة، أو التودد والمداهنة والتجميل من جهة ثانية.
وحول آثار هذه العلاقات التي تتخللها المحاباة والشللية بين بعض النقاد وفئة من الكاتبات، قال البقالي إنه لا جدال بخصوص ترسب آثار سلبية لهذه السلوكيات على المشهد الثقافي والأدبي، بما تقدمه من تشوه في الخارطة الإبداعية بواجهة ملمعة وعمق منسي، وأيضا ليّ لعنق منظومة القيم في المجتمع.
وعاد الأديب ليقول إن في المغرب ـ ولاشك ـ نقادا شرفاء وكاتبات مجيدات متعففات، لكن الوضع يميل إلى الرمادي القاتم، حيث البروز والانتشار لجملة من "منظمي حفلات" الثقافة ومتعهدي الكتابة المضمخة بالطيب وغيره.
وأضاف البقالي في حديث مع "العربية.نت" أن هذه المحاباة هي في جميع الأحوال مجرد ضلع واحد ضمن شكل قيمي يشرط سلوكنا الثقافي في المغرب، مشيرا إلى أن أضلاعه الأخرى هي: الإخوانيات والشللية والمزاجية والارتجالية.
وتابع القاص المغربي أن هذا الوضع يدل على سمات الإنسان "المقهور" الذي لم تتمكن الكتابة من إخراجه من ضيق القهر إلى شساعة الحرية والمسؤولية، والذي تحكمه نظرة مانوية إلى العالم تشطره إلى نهار وليل، وخير وشر في غياب بوصلة أخلاقية وقيمية حقيقية.
ويستطرد البقالي: هكذا يغدو الخير هو كل ما يخدم الذات ويهدهد "الليبيدو"، والشر كل ما يهدد نرجسيتها؛ بما يستتبع ذلك من آلية لبناء العلائق أو تدميرها أساسها الاحتراب من جهة، أو التودد والمداهنة والتجميل من جهة ثانية.
وحول آثار هذه العلاقات التي تتخللها المحاباة والشللية بين بعض النقاد وفئة من الكاتبات، قال البقالي إنه لا جدال بخصوص ترسب آثار سلبية لهذه السلوكيات على المشهد الثقافي والأدبي، بما تقدمه من تشوه في الخارطة الإبداعية بواجهة ملمعة وعمق منسي، وأيضا ليّ لعنق منظومة القيم في المجتمع.
وعاد الأديب ليقول إن في المغرب ـ ولاشك ـ نقادا شرفاء وكاتبات مجيدات متعففات، لكن الوضع يميل إلى الرمادي القاتم، حيث البروز والانتشار لجملة من "منظمي حفلات" الثقافة ومتعهدي الكتابة المضمخة بالطيب وغيره.
استغلال عاطفي
وفاء الحمري
أما بالنسبة للكاتبة الساخرة وفاء الحمري فقد فصلت في أصناف النقاد بالمغرب، واعتبرت في حديث ل "العربية نت" أن النقد الأدبي ـ كما هي الحالة الثقافية ـ تتأثر سلبا وإيجابا بالمناخ العام للبلد سياسيا وحضاريا.
وتشرح الأديبة: المغرب باعتباره من الدول السائرة في طريق النمو، والذي يُحسب المثقف فيه كظاهرة تكميلية للمشهد العام وليس عضوا بانيا فيه، يجعل
المثقف ـ والناقد بعض منه ـ يبحث عن مصدر عيشه بكل الطرق المتاحة في ظل الأزمة المادية والاقتصادية الحالكة.
وأول هذه الطرق، بحسب الحمري، البحث عن نماذج أدبية مبدعة فعلا وأسماء لامعة من الدول العربية ـ خاصة من دول الخليج ـ التي تدفع بسخاء، وهذا الباب يحرم المثقف والأديب المغربي من قراءات نقدية لإبداعاتهم.
وثاني هذه الوسائل، تضيف الكاتبة، تتمثل في البحث عن الأدباء المغمورين من دول الدفع ليصبح العمل النقدي على طاولة البيع والشراء، والذي ينتصر فيه المال على قيمة الإبداع الأدبية.
وتضيف الحمري طريقة ثالثة وهي استغلال أدوات النقد لاصطياد العنصر النسوي من الكاتبات، خاصة من ذوات الجمال واللمسة الأنثوية، مردفة بالقول: "لا أدعي أبعد من الاستغلال العاطفي، والله أعلم بما هو أبعد من ذلك".
وزادت المتحدثة بأن هناك فئة أخرى من النقاد الأكفاء المحترمين لعملهم، والذين ينفقون بسخاء من قدراتهم النقدية لدفع عجلة الإبداع والثقافة إلى رحاب التميز،
مشيرة إلى أنهم قلة وبهم فقط تتحرك آلة النقد الأدبي المغربي.
وتستطرد: تفتقد فئة أخرى هاوية للكفاءة وتدخل عالم جزارة النقد، فتقطع أوصال الأعمال الأدبية وتحيلها إلى رميم؛ وهي عملية كفيلة بإثارة أصحاب الأعمال المدهوسة ليثوروا، فتكون فتنة في الوسط الأدبي كافية لإشهار هذا الناقد على طريقة "خالف تعرف".
وتردف الحمري أنه بين كل هذه الأنواع من النقاد، لا ننسى الناقد صائد الجوائز والذي لا يترك مسابقة أدبية عربية وعالمية كريمة سخية إلا شارك فيها، لأن همَّه هو الميداليات الكثيرة التي تزين رقبته والشيكات الثقيلة التي تملأ رصيده.
وتخلص الكاتبة إلى أن النقد حين يمتهن مهنا لا أدبية، فإنه يهتك أستار الثقافة وينهك حرمات المشهد الثقافي، ويؤثر سلبا على البلد بأكمله ليصبح السؤال: هل العتب على السياسة الغير الحكيمة أم على المبدع الجشع؟..على حد تعبير الحمري.
وتشرح الأديبة: المغرب باعتباره من الدول السائرة في طريق النمو، والذي يُحسب المثقف فيه كظاهرة تكميلية للمشهد العام وليس عضوا بانيا فيه، يجعل
المثقف ـ والناقد بعض منه ـ يبحث عن مصدر عيشه بكل الطرق المتاحة في ظل الأزمة المادية والاقتصادية الحالكة.
وأول هذه الطرق، بحسب الحمري، البحث عن نماذج أدبية مبدعة فعلا وأسماء لامعة من الدول العربية ـ خاصة من دول الخليج ـ التي تدفع بسخاء، وهذا الباب يحرم المثقف والأديب المغربي من قراءات نقدية لإبداعاتهم.
وثاني هذه الوسائل، تضيف الكاتبة، تتمثل في البحث عن الأدباء المغمورين من دول الدفع ليصبح العمل النقدي على طاولة البيع والشراء، والذي ينتصر فيه المال على قيمة الإبداع الأدبية.
وتضيف الحمري طريقة ثالثة وهي استغلال أدوات النقد لاصطياد العنصر النسوي من الكاتبات، خاصة من ذوات الجمال واللمسة الأنثوية، مردفة بالقول: "لا أدعي أبعد من الاستغلال العاطفي، والله أعلم بما هو أبعد من ذلك".
وزادت المتحدثة بأن هناك فئة أخرى من النقاد الأكفاء المحترمين لعملهم، والذين ينفقون بسخاء من قدراتهم النقدية لدفع عجلة الإبداع والثقافة إلى رحاب التميز،
مشيرة إلى أنهم قلة وبهم فقط تتحرك آلة النقد الأدبي المغربي.
وتستطرد: تفتقد فئة أخرى هاوية للكفاءة وتدخل عالم جزارة النقد، فتقطع أوصال الأعمال الأدبية وتحيلها إلى رميم؛ وهي عملية كفيلة بإثارة أصحاب الأعمال المدهوسة ليثوروا، فتكون فتنة في الوسط الأدبي كافية لإشهار هذا الناقد على طريقة "خالف تعرف".
وتردف الحمري أنه بين كل هذه الأنواع من النقاد، لا ننسى الناقد صائد الجوائز والذي لا يترك مسابقة أدبية عربية وعالمية كريمة سخية إلا شارك فيها، لأن همَّه هو الميداليات الكثيرة التي تزين رقبته والشيكات الثقيلة التي تملأ رصيده.
وتخلص الكاتبة إلى أن النقد حين يمتهن مهنا لا أدبية، فإنه يهتك أستار الثقافة وينهك حرمات المشهد الثقافي، ويؤثر سلبا على البلد بأكمله ليصبح السؤال: هل العتب على السياسة الغير الحكيمة أم على المبدع الجشع؟..على حد تعبير الحمري.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق