الاف المغاربة يتظاهرون احتجاجا على سياسات غلاء الاسعار والقمع وحملات الاعتقال السياسي والتضييق على الحريات

 استردت حركة 20 فبراير الاحتجاجية المغربية السبت، بعضا من حيويتها، بخروج الاف المغاربة في عشرات تلبية لدعوة الحركة احتجاجا على ارتفاع الاسعار وحملات الاعتقال السياسي والتضييق على الحريات.

وردد المتظاهرون الذين يخرجون للمرة الثانية في شهر رمضان شعارات تندد بالحكومة التي يقودها عبد الاله بن كيران وسياستها الاقتصادية والاجتماعية ووصفوها باللاشعبية بعد قرارات حكومية برفع اسعار المشتقات النفطية الذي تبعه ارتفاع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية مع حلول شهر رمضان. واتهم المتظاهرون حكومة بن كيران بالتضييق على الحريات واعتقال نشطاء حقوق الإنسان وحركة 20 فبراير وطالبوا بإسقاط الاستبداد. 
ولقيت دعوة حركة 20 فبراير دعم ومساندة النقابات وهيئات حقوقية متمثلة بـ'الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان' في 'يوم وطني للاحتجاج ضد الغلاء وارتفاع الاسعار وضد تنامي الاعتداءات والاعتقالات التي تطال الحركات الاحتجاجية والمطلبية'.
واطرت حركة 20 فبراير منذ شباط (فبراير) 2011 الاحتجاجات المغربية والمطالبة بالاصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد والاستبداد والفصل بين السلطة والثروة.
ولقيت تظاهرات الحركة الاولى مشاركة واسعة ومكثفة الا ان انفضاضا حولها بدأت تظهر في سلسلة الاحتجاجات التي كانت تنظمها بعد اصلاحات دستورية وانتخابات تشريعية عرفتها البلاد وانسحاب ناشطي جماعة العدل والاحسان شبه المحظورة واقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الاسلامية بالاضافة الى العنف الذي طبع الحراك الشعبي في ليبيا وسورية. 
وحرصت حركة 20 فبراير في اكثر من 30 مدينة عبر أنحاء المغرب.على تنويع اشكال احتجاجها بين التظاهر والوقفات الاحتجاجية ضد 'القمع والفساد' والتاكيد على شعار الحركة 'حريّة ـ كرامة ـ عدالة اجتماعيّة' والمطالبة بدستور 'ديمقراطي حقيقي' للبلاد ورفعت شعارات تدعو لوقف عنف الدولة وإطلاق سراح معتقلي كافة أشكال الحراك والقطع مع الفساد منددة بتصريحات لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران اطلق فيها شعار عن 'عفَا الله عمّا سلف ومن يعود ينتقم الله منه' بالنسبة للفاسدين ومختلسي المال العام واعتبر ذلك 'تنصلا من المسؤولية وتهربا للحكومة الحالية من وعودها بمحاربة المفسدين'.
وعرفت عدة تظاهرات مواجهات بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذي حاولوا منع الحركة من تنظيم التظاهرة في مدينة تطوان حيث يتواجد فيها حاليا العاهل المغربي الملك محمد السادس، وقال ناشطون ان الشرطة في النّاظور ومكناس، القت القبض على شباب الحركة لأسباب مرتبطة بـ 'تلاسنات' سبق وأن جمعت الطرفين.
وتقول الحركة ان عددا من نشطائها تعرضوا للاعتقال خلال مشاركاتهم في وقفات او مسيرات احتجاجية، والحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين ثلاثة اشهر وخمس سنوات ودفع غرامات. وتطالب الهيئات الحقوقية 'بوقف الانتهاكات التي تطال الحق في الاحتجاج والتظاهر السلميين' و'اطلاق سراح كافة معتقلي الاحتجاجات السلمية ومعتقلي الرأي والتعبير وضمنهم معتقلو حركة 20 فبراير'.
في الدار البيضاء تجمع ناشطو حركة 20 فبراير وأحزاب اليسار والمنظمات الحقوقية حاملين لافتة كبيرة كتب عليها 'لا للاعتقال السياسي' وأخرى تطالب بإطلاق سراح معتقلي الحركة، ومن بينهم مغني الراب 'الحاقد' وشاعر الحركة 'يونس بلخديم'.
وشهدت المنطقة المحددة لانطلاقة التظاهرة إنزالا أمنيا مكثفا، وحضور مختلف قوات الأمن التي اكتف عناصر منها بالزي المدني بمراقبة المسيرة عن كثب، وتتبع مسارها.
وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بالعيش الكريم، وتكافؤ الفرص، وتنتقد سياسات حكومة بنكيران التي وصفها المتظاهرون في شعاراتهم بـ 'حكومة اللي عطا الله'، وردد المشاركون في المسيرة شعرات مستهزئة من بنكيران وحكومته ''حكومة بنكيران فالتعليم يقري الله فالصحة الشافي الله في الفساد عفا الله '، وفي اشارة لمستشار الملك فؤاد علي الهمة رفع شعار 'بغيناه يتحاكم حطيتوه جنب الحاكم'.
وقال موقع 'كود' ان المتظاهرين رفعوا شعارات قوية ضد الملكية، قالوا فيها ان رسالتهم ليست لبن كيران لأن كل الحكومات متشابهة بل لأعلى سلطة في البلاد، وردد المتظاهرون شعارات تتهم الملك بتهم مختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق