الامير المغربي هشام العلوي ابن عم الملك محمد السادس يتجه للقضاء كـ'مواطن'

اكد الامير المغربي هشام العلوي ابن عم الملك محمد السادس انه رفع دعوى قضائية ضد القيادي الاشتراكي عبد الهادي خيرات، على خلفية اتهام هذا الاخير للامير بنهب المال العام، والحصول على قروض بدون اجراءات قانونية.

وقال الأمير مولاي هشام، الذي يطلق عليه 'الامير الاحمر' في بيان إلى إلرأي العام المغربي انه ما كان يرغب باللجوء الى القضاء لولا طبيعة الاتهامات الموجهة اليه ومكانة المطلق لهذه الاتهامات.
وقال الامير في بيانه حول دعواه القضائية في سابقة هي الاولى من نوعها بالمغرب، أي ان يلجأ عضو من العائلة الملكية الى القضاء دون أن تنوب عنه الدولة المغربية كما جرت العادة، 'وجه القيادي الاشتراكي والنائب البرلماني السيد عبد الهادي خيرات ضدي اتهامات بنهب المال العام وتهريب الأموال للخارج في ندوة عمومية تناقلتها وسائل الاعلام. وسبق وأن تعرضت في الماضي لمحاولات متعددة للمس بشخصي والنيل من سمعتي، إلا أنني أحجمت عن اللجوء إلى القضاء لأن الأمر كان يتعلق بخصوم الديمقراطية وصادر عن لوبيات أمنية ولوبيات ذات مصالح، وعن صحافيين لا تتمتع أقلامهم بالاستقلالية'.
واوضح ان ما حفظه للجوء الى القضاء ان الحالة تغيرت في هذه القضية كون ما تعرض له جاء على لسان عضو مكتب سياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. 
وقال 'أما الحالة هذه، فقد تغير الوضع وبات مختلفا، وقررت اللجوء الى القضاء لأعرض عليه الاتهامات الصادرة عن السيد خيرات للبث فيها، وما دفعني إلى اتخاذ هذا القرار أسباب على رأسها إن الديمقراطية تقتضي تحمل المسؤولية مع المحاسبة، سواء تعلق الأمر بالممارسة أم بالتصريحات لاسيما عند صدور اتهامات عن ممثل للشعب جرى اختياره للدفاع عن مصالح هذا الشعب وتمثيله أحسن تمثيل. وإضافة الى ذلك، إن الاتهامات صادرة عن مسؤول ينتمي إلى حزب ذو تاريخ عريق وهو الاتحاد الاشتراكي، وليس عن شخصية محسوبة على الصف المعادي للديمقراطية. وفي الوقت ذاته، أنا مطالب أمام الرأي العام المغربي والهيئات الأجنبية وزملائي فيها بتقديم جواب على هذه الادعاءات'.
وختم الامير هشام بيانه بقوله 'بناء على كل هذه الاعتبارات، أعلن لجوئي الى القضاء بصفتي مواطنا له مسؤوليات وحقوق، كما أعلن استعدادي للخضوع لأي مساءلة ومحاسبة أمام الجهات المخولة حول كل ما يتعلق بهذه الاتهامات، وطلبت من ممثلي القانونيين الكشف عن كل المعطيات في هذا الشأن'.
ونشرت جريدة 'الاتحاد الاشتراكي' لسان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتي يديرها عبد الهادي خيرات الصيغة الحرفية لكلام خيرات والتي جاء فيها 'عندما كان اليوسفي، ما ديناش (لم نأخذ) الناس للحبس، تم تعيين أحسن القضاة، من أجل استرجاع الأموال المفقودة أولا، لأنها تعد بمليارات المليارات، وكان الأمير الأحمر قد استفاد من قرض بقيمة 4 مليار بدون ضمانة.. وعلى المغاربة أن يعرفوا هذا'.
وأوضحت الصحيفة في عددها ليوم امس الثلاثاء أن خيرات قال هذا الكلام خلال اللقاء التواصلي الذي نظمه الحزب بمدينة بني ملال قبل يومين 'في سياق الرد على أسئلة متدخلين تطرقوا إلى ملف القرض العقاري والسياحي ليسرد خيرات الكيفية التي عالجت بها حكومة التناوب ملف الاختلالات المالية التي عرفتها المؤسسة، حيث خضعت للجنة تقصي الحقائق من طرف لجنة برلمانية بمجلس النواب'.
واودعت السلطات القضائية خالد عليوة المدير السابق للقرض العقاري والسياحي وعضو المكتب السياسي السابق للاتحاد الاشتراكي السجن على خلفية اتهامات وجهت اليه بسوء التدبير واستغلال النفوذ.
كما يوجد بالسجن عبد الحنين بنعلو القيادي ايضا بنفس الحزب على خلفية سوء تدبير المكتب الوطني للمطارات.
وتعتقد اوساط اتحادية ان الاتهامات التي وجهت لعليوة وبنعلو لا تستوجب المتابعة رهن الاعتقال وكان يمكن متابعتهما في حالة سراح على غرار الكثيرين الذين كشفت الجهات المعنية عن خلل في تدبيرهم للمؤسسات التي كانوا يديرونها.
وحملت صحيفة 'الاتحاد الاشتراكي' زميلتها صحيفة 'المساء' التي كانت قد نشرت يوم السبت الماضي تصريحات خيرات مسؤولية تداعيات الملف وقالت ان خيرات كان يتحدث عن الكيفية التي عالجت بها حكومة التناوب ملف الاختلالات المالية التي عرفتها هذه المؤسسة، حيث خضعت للجنة تقصي الحقائق من طرف لجنة برلمانية بمجلس النواب وفي سياق سرد وقائع وأحداث ما رأى في تاريخ سابق وليس كما تم تناوله من طرف جريدة 'المساء' التي بترت سياق حديث عضو المكتب السياسي.
واضافت 'الاتحاد' بالعودة إلى التسجيل لهذا العرض، الذي نتوفر عليه بالصوت والصورة، فإن الحديث في هذا الموضوع الذي تناولته هذه الجريدة بإسهاب وبدون أمانة مهنية، وبادعاء وافتراء، لم يتعد نصف دقيقة، لكن هذا التلفيق لم يقتصر على هذه النقطة، بل تعداه إلى كل ما قاله عبد الهادي خيرات، إذ تفتقت عبقرية مراسل الجريدة 'المساء'، ونسج أشياء من خياله في الوقت الذي حضر هذا اللقاء ما يفوق 400 من الحضور، وأيضا بحضور جل مراسلي الصحف الوطنية، والأكيد بحضور مختلف الأجهزة الأمنية'.
واكدت صحيفة 'المساء' في وقت سابق توفرها على شريط صوتي يتضمن ما نشرته على لسان خيرات وما تضمنه من اتهامات للامير هشام.
ويتساءل المقربون من الامير هشام عن تركيز خيرات على الأمير دون باقي الشخصيات خاصة المعروفة بالنهب ويتحدث عنها الشارع المغربي موضحة ان الأمير قد اقترض من البنك 35 مليون درهم في مشروع عقاري شاركت فيه شركات أجنبية، وشكل المبلغ المقترض 15 بالمئة فقط، وسدد المبلغ دون التهرب. 
وقال هؤلاء 'كان على خيرات أن يقول للمغاربة هل سدد الأمير القرض أم تهرب من تسديده ولو كان قد تهرب لكان أولئك الذين شنوا عليه حملات ضده في السنوات الماضية قد سربوا الوثائق للصحافة؟'.
وقال موقع 'الف بوست'، 'لماذا اختار عبد الهادي خيرات فقط الأمير دون أي شخصية أخرى خاصة وأن الرأي العام يتحدث عن الشخصيات الحقيقية المتورطة في استغلال النفوذ والفساد وكان يكفيه العودة الى كتاب 'الملك المفترس' أو ملفات أخرى من ضمنها في القرض العقاري والسياحي'.
واضافت نفس المصادر 'باستثناء الذين كانوا ينتقدون الأمير بشكل بناء وإيجابي وشفاف حول بعض أفكاره، فالكثير من السياسيين والصحافيين الذين هاجموا الأمير مولاي هشام في الماضي بشكل سلبي وقدحي عمدوا الى ذلك تحت الضغط أو تملقا للبلاط بحكم الاختلاف بينه وبين الملك محمد السادس والانتقادات التي يوجهها للمخزن، لكن خيرات لا ينتمي الى هذه الطينة نهائيا، فهو ليس بصديق البلاط ولم يعرف عنه تقربه من البلاط ولم يعرف عنه كذلك تملقه للنظام سابقا ولا في الوقت الراهن بل لا يتردد في انتقاد محيط البلاط بجرأة وإن كان دون ذكر الأسماء، لهذا يبقى تركيزه على الأمير غامض للغاية وقد يكون فلتت لسان ليس إلا'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق