بدأت دول الخليج العربية إجلاء مواطنيها من لبنان يوم الخميس في أعقاب حادث خطف مرتبط بالصراع الدائر في سوريا أظهر كيف أن العنف بدأ يمتد في أنحاء المنطقة التي تعاني انقسامات طائفية.
وخطف مسلحون لبنانيون شيعة أكثر من 20 شخصا في منطقة ببيروت يسيطر عليها حزب الله حليف النظام السوري وقالوا إنهم يحتجزون مواطنين من تركيا والسعودية وهما البلدان الرئيسيان اللذان يدعمان الانتفاضة السورية.
وطلبت السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين من مواطنيها مغادرة البلاد على الفور. وبدأت بعض الدول بالفعل في إعادة مواطنيها لبلدهم.
وحذر حاتم المقداد وهو عضو بارز في عائلة المقداد الشيعية اللبنانية القوية الذي قال انه الجيش السوري الحر خطف اخيه قبل يومين من أن الوضع سيتفاقم.
وعلى الرغم من ان معارضي الرئيس السوري بشار الأسد والقوى الغربية التي تؤيدهم يصرون على أنهم يريدون تجنب العنف الطائفي مثل الذي شهده العراق فإن مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة خطفوا إيرانيين ولبنانين هناك في الأسابيع القليلة الماضية قائلين إنهم ربما يعملون لصالح الأسد.
وأعلنت عائلة المقداد يوم الأربعاء إنها تحتجز أكثر من 20 شخصا منهم سعودي ورجل أعمال تركي وعدد من السوريين وصفوهم بانهم من مقاتلي الجيش السوري الحر. ومثلت هذه الخطوة ضربة للاقتصاد اللبناني الذي قام فيه سائحون من دول الخليج بدور في تعافيه بعد الحرب الأهلية التي دامت 15 عاما وانتهت عام 1990.
وقال رجل "لم نقم بعد بواحد في المئة.. لم نتحرك حقا بعد" وقال للصحفيين يوم الأربعاء إنه ورفاقه من "الجناح المسلح" لعائلة المقداد مستعدون لاتخاذ المزيد من الخطوات ضد المقاتلين السوريين في لبنان.
وقال ماهر المقداد المتحدث باسم العائلة إن آل مقداد يستهدفون فقط الجيش السوري الحر والأتراك وإن عدد المحتجزين الأتراك "من المرجح ان يرتفع".
وقال لرويترز إنه إذا قتل حسن المقداد فإن أول رهينة يقتلوه هو التركي.
أضاف إنه فيما يتعلق بالسعوديين والقطريين ومواطني الخليج فليسوا أهدافا لعائلة المقداد. وتقول العائلة إن حزب الله ليس له علاقة بالخطف.
وقال الرهينة التركي لقناة تلفزيونية لبنانية إنه يلقى معاملة طيبة. وعرضت محطة أخرى لقطات قالت إنها أظهرت رهينتين سوريين رهن احتجاز مسلحين ملثمين من عائلة مقداد يرتدون زيا عسكريا ومسلحين بالبنادق.
وحولت شركة اير فرانس إحدى طائراتها عن بيروت مساء الأربعاء "لأسباب امنية" بعد حادث الخطف. وأصبحت اسر لبنانية محتجة على احتجاز أبناء لها في سوريا تقطع الطريق القادم من المطار من حين لآخر.
وأدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الخطف لكن حكومته ينظر لها على أنها لا سلطة لها للتحرك.
وقال ان اعمال الخطف "لا تشكل الحل المناسب لمعالجة خطف لبناني بل تعيدنا الى حقبات الحرب" وهي صفحة يريد اللبنانيون طيها.
وتسبب الصراع في سوريا في اندلاع عنف عبر الحدود قبل ذلك وكان بعضه مرتبطا بجلب مقاتلين في المعارضة السورية السلاح والإمدادات عبر لبنان.
لكن جولة تبادل خطف الرهائن بين الجانبين تضيف عاملا جديدا لدول المنطقة التي تعمل على تحقيق مصالحها الاستراتيجية بينما اصبح هناك انقسام بن روسيا والغرب بسبب الأزمة السورية.
وفي اجتماع عقد في المملكة العربية السعودية علقت منظمة التعاون الإسلامي عضوية سوريا يوم الخميس وقالت إن السبب في ذلك قمع الاسد للانتفاضة السورية لكنها لم تبد دعما كبيرا للتدخل العسكري المباشر.
وهذه الخطوة التي اتخذتها المنظمة المؤلفة من 57 عضوا خطوة رمزية بصورة كبيرة لكنها تظهر عزلة سوريا وكذلك حليفتها إيران بين العالم الإسلامي وأغلبه من السنة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق