وقال عبد العالي حامي الدين عضو الامانة العامة ونائب رئيس المجلس الوطني للحزب ذات المرجعية الاسلامية والحزب الرئيسي بالحكومة المغربية ان قيادة الحزب في اول اجتماع لها ستناقش ملابسات دعوة عوفير رابنشتاين لحضور المؤتمر الوطني السابع واتخاذ القرار المناسب والمنسجم مع مواقف الحزب المبدأية المناهض للتطبيع والرافض لاية علاقة مع أي رمز من رموز الصهيونية.
واثار حضور عوفير رابشتاين المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية جدلا واسعا بالمغرب على خلفية مواقف الحزب المناهضة للتطبيع ونشاطه في الجمعيات والمنظمات الاهلية المغربية والعربية الداعمة للشعب الفلسطيني والمناهضة لكل اشكال التطبيع مع الدولة العبرية وعلى خلفية حضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للمؤتمر ومشاركتهما بحفل عشاء اقيم على شرف ضيوف المؤتمر.
وكشف عبد العالي حامي الدين لـ'القدس العربي' ملابسات دعوة عوفير رابنشتاين وقال ان الامانة العامة كلفت رضا بن خلدون بمهمة اقتراح الضيوف الاجانب الذين ستتم دعوتهم على ان يقدم اللائحة للامانة العامة للمصادقة عليها وحين قدم الاسماء المقترحة اورد اسم رابنشتاين كناشط يهودي فرنسي مديرا لمركز دولي للسلام ومناهض للصهيونية ومؤيد للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني وحقه في دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وانه يحمل جواز سفر دبلوماسي فلسطيني تقديرا من السلطة الفلسطينية لمواقفه هذه.
واضاف حامي الدين ان بن خلدون واوضح للامانة العامة انه لا يعرفه وان من اقترحه هو عمر المرابط مسؤول فرع الحزب في فرنسا وبناء على المعطيات المقدمة وافقت الامانة العامة على دعوة رابنشتاين.
وقال حامي الدين ل'القدس العربي' ان الامانة العامة التي لم تعقد حتى ان أي اجتماع لها منذ انتخابها الاحد الماضي ستناقش في اول اجتماع لها ملابسات دعوة رابنشتاين وستتحمل مسؤوليتها وتتخذ الموقف المنسجم مع تاريخ الحزب ومواقفه التي لا لبس فيها من مناهضة التطبيع مع الدولة العبرية والمؤيدة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
واكد ان على الامانة العامة للحزب اذا ثبت لديها ان رابنشتاين اسرائيليا وكان مستشارا لاسحق رابين وعضو الوفد الاسرائيلي في مفاوضات اوسلو وبعد دراستها للملابسات ان تصدر بيانا تكشف فيه كل الملابسات وتقدم توضيحات كاملة واعتذارا واضحا للشعب المغربي والامة الاسلامية.
وذهب مناهضو الحزب وخصومه الى تفسيرات وتأويلات متعددة لحضور عوفير رابنشتاين للمؤتمر ونقلت تقارير نفيت بشدة ان لقاء سريا عقده مع خالد مشعل فيما ذهب اخرون الى ان حضور رابنشتاين جاء في سياق تغييرات في مواقف حزب اعدالة والتنمية منذ قيادته للحكومة وان حضوره كان لخلق توازن مع حضور خالد مشعل يرضي صانع القرار المغربي والغرب خاصة الولايات المتحدة الامريكية.
ونفى حامي الدين كل هذه التاويلات والتفسيرات وقال انها من صنع اناس لا يفقهون بالسياسة ولا يعرفون حزب العدالة والتنمية واضاف ان الحزب لا يمكن الا ان يكون منسجما مع نفسه ولا يمكن ان يسمح لنفسه انتقاد اخرين على عمل او موقف يمارسه حتى ولو بالخطأ وحين يخطئ يمتلك الشجاعة بالاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه.
وانتشرت بالصحف المغربية الالكترونية والورقية صورا تجمع عوفير رابنشتاين وكل من عبد الاله بن كيران زعيم الحزب ورئيس الحكومة والدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني للحزب ووزير الخارجية كما اعادت افتتاحية لصحيفة التجديد المقربة من الحزب نشرت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تتضمن انتقادات واسعة لمهد يديره ابراهيم الفاسي الفهري نجل وزير الخارجية الخارجية الاسبق والمستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري لاستقباله في ندوة نظمها عوفير رابنشتاين نفسه كما قدم وزير العدل الحالي بصفته محاميا رفقة محامين مغاربة اخرين دعوى قضائية تطالب باغلاق المعهد لدوره في التطبيع مع الدولة العبرية.
وقالت التجديد التي كان يديرها انذاك مصطفى الخلفي وزير اتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الحالي تحت عنوان 'صهاينة في ضيافة أماديوس في طنجة'، أن الوثائق الرسمية للمشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى ميدايز 2011، كشفت 'عن مشاركة شخصيات إسرائيلية غير رسمية، تقدم نفسها مناضلة من أجل السلام بين المحتلين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي مقدمة هؤلاء المشاركين عوفير رابنشتاين Ofer Bronstein، الذي لا يوجد اسمه في لائحة المشاركين في الموقع الإلكتروني لميدايز 2011، إلا أن الوثائق الرسمية للمنتدى، أظهرت مشاركته، باعتباره رئيس المنتدى الدولي للسلام، ويتم تقديمه في عدد من المحافل، بصفة مساعد سابق للصهيوني إسحاق رابين، رئيس الكيان الصهيوني سابقا، كما حصل مؤخرا على جواز سفر فلسطيني سلمه له محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، بسبب (مساعيه للسلام)'.
ونقلت التجديد تصريحا لعبد الرحيم الشيخي، منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة المقربة من الحزب، يعتبر فيه أن المشرفين على معهد أماديوس، يصرون مرة أخرى، على الحضور الإسرائيلي المرفوض، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة'.
وأضافت الجريدة أن عبد الرحيم الشيخي، أدان بـ'الأساليب التطبيعية الملتوية، التي لا تخدم القضية الفلسطينية'، ويرى أنه 'كان الأولى التفكير في كيفية مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الفلسطينيين، والوقوف في وجه مشاريع التهويد التي تتعرض لها القدس ومآثرها التاريخية، ومن بينها باب المغاربة'.
ولعب حزب العدالة والتنمية وناشطوه دورا هاما في تنظيم نشاطات وتظاهرات احتجاجية على دعوة معهد اماديوس كما شارك محاموه ومن بينهم وزير العدل الحالي مصطفى الرميد بالدعوى القضائية المطالبة بحل المعهد لاساءته لمشاعر الشعب المغربي بدعوته شخصيات صهيونية.
وقررت المحكمة الادارية بالرباط امس الجمعة تاجيل النظر في الدعوى المرفوعة ضد المعهد الى يوم 17 اب/ اغسطس القادم للبت بالملف.
وتوالت ردود الفعل على استقبال حزب العدالة والتنمية لعوفير رابنشتاين وقالت مجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين والعراق التي يعتبر ناشطو الحزب من ابرز مكوناتها انها تلقت 'باستغراب شديد نبأ حضور الصهيوني عوفير برونشتاين في المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية الذي كان الشعار المركزي لمؤتمريه هو 'الشعب يريد .. تحرير فلسطين' والذي عرف دائما ولازال بمناهضته لكل أشكال التطبيع.
وقالت المجموعة في بيان ارسل ل'القدس العربي' إن المجموعة العمل و'بكل مكوناتها، اذ تؤكد على موقفها الثابت الرافض للتطبيع أيا كان شكل، وأيا كانت مبرراته والجهة التي قامت به، يشجب بشدة استقبال الصهيوني روبنشتاين الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية ويقدم نفسه كيهودي فرنسي ويرأس المنتدى العالمي للسلام، (سلام بالمفهوم الصهيوني)، وتعتبره مرفوضا ومدانا'.
واتهم الفرع المغربي لحزب التحرير الاسلامي العالمي الاصولي عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بمد يده إلى الإسرائيليين ولعب دور عراب التطبيع مع الإسرائليين والفلسطينيين.
وأضاف الحزب في بيان ارسل ل'القدس العربي'أن رئيس الحكومة وحزبه وضعوا أيديهم في يد الإسرائيلي عوفير برانشتاين وذلك خطوة علنية أولى للتطبيع والاعتراف بإسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق