التحاق السفير المغربي الجديد بمدريد بعد سنة من الانتظار.. وتوجس من ماضيه السياسي


                    التحق أحمد ولد سويلم بمنصبه سفيرا للمغرب في العاصمة مدريد بعد سنة من الانتظار والفراغ الدبلوماسي.


لأن السفير الجديد، أحمد ولد سويلم، من قياديي البوليزاريو السابقين، تتخوف أوساط إسبانية التي تعتبر هذا التعيين سياسيا بامتياز من مواجهة بينه وبين رفاقه السابقين في الجبهة مسرحا هذا البلد الأوروبي.
       ووصل ولد سويلم الى مدريد يوم السبت حيث أكد الخبر مصدر من وزارة الخارجية الإسبانية، بينما لم يصدر المغرب بيانا تأكيديا.


ومن المنتظر أن يستقبل العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس اليوم الاثنين السفير المغربي الجديد الذي جاء ليعوض عمر عزيمان الذي غادر المنصب في كانون الثاني/يناير 2010 بعد تعيينه من طرف الملك محمد السادس كرئيس للجنة إعداد قوانين الجهوية (مصطلح يعكس حكما ذاتيا منخفضا).
وكان الملك محمد السادس قد عين ولد سويلم رسميا يوم 26 نوفمبر الماضي إلا أنه تأخر مجددا بسبب قرار المغرب إعادة النظر في العلاقات مع اسبانيا.
وكان أحمد ولد سويلم من مؤسسي البوليزاريو سنة 1973،واشتغل سفيرا في عدد من الدول ممثلا للجبهة من ضمنها بنما وغينيا بيساو، والتحق بالمغرب في صيف 2009، وشهورا بعد ذلك عينه الملك محمد السادس سفيرا ممثلا للمغرب في مدريد. وكشفت جريدة آ بي سي أمس أن حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو قد تباطأت كثيرا في منح الاعتماد لسويلم، بينما تؤكد مصادر سياسية إسبانية أن مدريد كانت تأمل في مراجعة المغرب لقراره واختيار سفير آخر. وكان تخوف اسبانيا نابع من تخصيص السفير كل وقته للدفاع عن أطروحة الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء التي تقدم بها المغرب على حساب تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما وأن المغرب يحظى بأولوية كبيرة في الأجندة الدبلوماسية الإسبانية.
ويعتبر ولد سويلم أول قيادي سابق في البوليزاريو يتولى منصبا دبلوماسيا رفيع المستوى مثل سفارة دولة اسبانيا التي تعد استراتيجية للدبلوماسية المغربية، وهناك حالة أخرى وتتعلق بإبراهيم الحكيم وزير خارجية البوليزاريو سابقا والذي التحق بالمغرب منذ مدة طويلة حيث يشغل منصب سفير متجول لدى الدبلوماسية المغربية لكنه لم يتولى أي سفارة مغربية.
وتعول دبلوماسية الرباط كثيرا على السفير ولد سويلم لإقناع الرأي العام الإسباني وبعض قواه السياسية المتعاطفة مع البوليزاريو بشكل غير مشروط بوجود صحراويين يؤيدون الحكم الذاتي وبوجود قياديين سابقين في الجبهة يعتبرون استفتاء تقرير المصير حلا غير واقعيا.
ويتزامن وصول السفير المغربي الجديد مع تقدم 20 شابا من الصحراء الغربية بطلب اللجوء السياسي للسلطات الإسبانية بعدما وصلوا عبر قارب للهجرة السرية الى جزر الخالدات الأربعاء الماضي وأكدوا أنهم متابعين من طرف الشرطة المغربية بسبب مشاركتهم في تنظيم مخيم العيون الذي جرى تفكيكه يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر وخلف أزمة قوية في ملف الصحراء.
ويعتبر موضوع لجوء هؤلاء الشباب شائكا بكل المقاييس، وتدرس حكومة اسبانيا طلبات اللجوء هذه.
وعلاقة بهذا الملف دائما، قامت الشرطة المغربية السبت بترحيل ثلاث ناشطات سياسيات، اسبانيتان وأرجنتينية من مدينة العيون الى مدينة مراكش.
وأكدت مصادر دبلوماسية في مدريد الخبر لكنها لم تبرز هل يتعلق بالطرد من المغرب نهائيا أم فقط من منطقة الصحراء بحكم أن الناشطات السياسات الثلاث وصلوا الى مراكش جوا وانتقلوا عبر الحافلة الى العيون. وكانت هذه الناشطات تهدف الى إنشاء إذاعة راديو في العيون تحمل اسم أصوات وموالية للبوليزاريو.
  'القدس العربي'

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق