الأحداث الرياضية البارزة خلال العام

من تتويج مصر التاريخي إلى إنجاز قطر الأسطوري
من تتويج مصر التاريخي إلى إنجاز قطر الأسطوري
            
                إسبانيا أحرزت كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخها، مصر احتفظت بتاجها الأفريقي للمرة الثالثة على التوالي، الجزائر شاركت في المونديال بعد غياب استمر 24 سنة، الفرنسي كريستوف لوميتر أصبح أول عداء أبيض يقطع سباق الـ 100 م في أقل من عشر ثوان، وقطر فازت باستضافة مونديال 2022...
كثرت الأحداث الرياضية البارزة خلال العام 2010 . فرانس 24 ركزت على بعض هذه الأحداث، سواء كانت محزنة أو مفرحة، وفضلناها على غيرها كونها نادرة أو فريدة أو مفاجأة أو صادمة، فحصرناها فيما يلي.
-قطر أول بلد عربي وخليجي يفوز باستضافة كأس العالم لكرة القدم
إنه حدث بارز وقوي ومفاجئ، مفرح بالنسبة إلى قطر والخليج والعرب، ومحزن بالنسبة إلى المنافسين للملف القطري. في 2 كانون الأول/ديسمبر، من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم بمدينة زيوريخ السويسرية، كشف جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد تحت ترقب إعلامي شديد عن هوية البلد المضيف لنهائيات مونديال 2022.
أكد المتتبعون الرياضيون كما وسائل الإعلام الدولية على أن المنافسة ستنحصر في النهاية بين الولايات المتحدة وأستراليا وتنبأ كثيرون بفوز الملف الأمريكي في آخر المطاف، إلا أن بلاتر لفظ اسم قطر لتنفجر الإمارة والدوحة فرحا ورحبت الصحافة العربية بالخبر وهنئت القطريين على إنجازهم الكبير.
بلد صغير وثقل دبلوماسي كبير
إنه حقا إنجاز كبير وتاريخي وأسطوري مثلما كان تعيين جنوب أفريقيا في مطلع القرن الجديد لاستضافة مونديال 2010 حدثا عالميا مميزا صفقت له جماهير الرياضية في كل مكان. وتساءل البعض لماذا وقع الاختيار على قطر؟ وأجاب القطريون ما العيب أن يقع الاختيار على قطر؟ مهما كان رد البعض على البعض الآخر ومهما كثرت التأويلات وتعددت، سيبقى الإنجاز تاريخيا لأن قطر ستكون أول بلد عربي خليجي من دون مرجعية رياضية تذكر يحظى باستضافة مونديال كرة القدم. الانجاز تاريخي لأن قطر تمكنت من فك عقدة العزلة الرياضية التي طالما عانت منها الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، ومن تحويل روح الفشل إلى روح التفاؤل التي تحولت بدورها إلى روح الانتصار.
الانجاز أسطوري لأن قطر نجحت في اختراق أدغال أكبر وأقوى هيئة رياضية في العالم، وهي الاتحاد الدولي لكرة القدم، ونجحت في إقناع أعضاء لجنته التنفيذية بصلابة بل وبأحقية ملفها. الانجاز تاريخي لأن قطر حولت حجم مساحتها المتواضع - الذي لا يزيد عن 11 ألف كلم مربع - وحياتها السياسية المتواضعة إلى ثقل دبلوماسي رائع. فكانت النتيجة، كما أعلنها بلاتر في 2 ديسمبر/كانون الأول، فوزها بتنظيم مونديال 2022، الذي قد تتقاسمه مع "بعض دول المنطقة"، تلبية لنداء رئيس الفيفا.
  -مصر تبسط سيطرتها على كرة القدم الأفريقية
خلف إقصاء المنتخب المصري لكرة القدم من السباق نحو نهائيات كأس العالم 2010 في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 على يد نظيره الجزائري إحباطا كبيرا في أوساط الجماهير المصرية، وازدادت تخوفات المتتبعين والاختصاصيين في الرياضية بشأن مستقبل "الفراعنة"، ولا سيما مع اقتراب موعد نهائيات كأس أمم أفريقيا التي استضافتها أنغولا في يناير 2010. وحضر أشبال المدرب المحنك حسن شحاتة إلى أنغولا وهم محرومون من خدمات أحد أبرز لاعبيهم وهو صانع الألعاب محمد أبو تريكة بداعي الإصابة.
إحباط المصريين بإقصائهم من المونديال الجنوب أفريقي ولد لديهم إرادة قوية للاحتفاظ بلقبهم الذي أحرزوه قبل سنتين في غانا، وحفزهم على الثأر من أنفسهم. وبدأ زملاء القائد المتميز والمتألق والشجاع أحمد حسن حملة الدفاع عن اللقب بفوز ساحق على نيجيريا 3-1، وكان النيجيريون أحد ممثلي القارة السمراء في المونديال. وخرجت مصر من منافسات المجموعات دون أي هزيمة، حيث تغلبت على موزمبيق بهدفين نظيفين ثم على البنين بالنتيجة نفسها.
سقطت الكاميرون وانهارت الجزائر واستسلمت غانا
وصعد المنتخب المصري من وتيرة أدائه، وظلت قوته في ارتفاع مستمر. ففي حين توقع المتتبعون مواجهة ساخنة ومتوازنة بينه وبين الكاميرون - المتأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا - في الدور ربع النهائي، انهار صمود الكاميرونيين بمرور زمن المباراة ليغادروا المنافسة بخسارة مذلة 3-1. واحتفل أحمد حسن ومحمد زيدان وعماد متعب ووائل جمعة وعصام الحضري بفرحتين: فرحة التأهل إلى نصف النهائي وفرحة مقابلة خصمهم التاريخي، المنتخب الجزائري.
وكانت المباراة ثأرية بالنسبة الى المنتخب المصري، فيما رأى الجزائريون فيها فرصة للتأكيد على أن موازين القوى انقلبت لصالحه، لكن الغلبة كانت لمصر، وانتقم لاعبوها من الجزائر أشد انتقام فسحقوها برباعية نظيفة ليصعدوا إلى النهائي للمرة الثالثة على التوالي. وأمام منتخب غانا الشاب والمفتقد للتجربة، لم يلق "الفراعنة" أي صعوبة للظفر باللقب القاري للمرة السابعة في تاريخهم، وهو رقم قياسي. فاطمأنت يومئذ نفوس الجماهير المصرية وتنفست الصعداء، ولم تفكر في المونديال إلا حين انطلاقه بعد خمسة أشهر على تتويجهم الأفريقي.
  -إسبانيا "ملكة جمال" العالم
لو سألت أحدا قبل انطلاق فعاليات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا عن لائحة الدول المرشحة للظفر باللقب العالمي، لسمعت إجابات عديدة: البرازيل بنجومها، إنكلترا بفضل لاعبيها المميزين ومدربها الإيطالي المتألق فابيو كابيلو، ألمانيا الصامدة المتينة، الأرجنتين الأنيقة وابنها المدلل ليونيل ميسي، ولسمعت البعض يقول لعل إسبانيا تدخل باب الشهرة كونها بطلة أوروبا وصاحبة اللعب الهجومي الساحر المتميز.
إنييستا وتشافي وكاسياس وفيا يمشون بثبات نحو اللقب
ولم يشك أحد في قدرات كل هذه المنتخبات على صعود منصة التتويج في ختام المسابقة، وخاصة أنها استهلت المنافسة بقوة، معلنة نيتها في انتزاع الكأس في الـ11 من شهر تموز/يوليو. وحدها إسبانيا بدأت المنافسة بهزيمة فاجأت بها الجميع عندما سقطت أمام سويسرا بهدف دون مقابل. لكن الماكينة الإسبانية سرعان ما تخطت عطبها التقني، وسارت على نهجها المعتاد، لتسجل فوزا بعد فوز وكأنها تكتسب المناعة على مر المباريات. وعلم الجميع ساعتها أن إنييستا وتشافي وكاسياس وراموس وفيا يمشون بثبات نحو الهدف المسطر قبل انطلاق البطولة، وهو التتويج باللقب العالمي لأول مرة في تاريخ كأس العالم.
وسارت الأمور على هذا النحو حتى النهاية، وراح الإسبان يبهرون المتتبعين والمعجبين بمهارات فنية فريدة وبأداء جماعي وفردي مذهل. فلم تستطع لا البرتغال (ثمن النهائي) ولا الباراغواي (في ربع النهائي) ولا ألمانيا (في نصف النهائي) ولا هولندا (في النهائي) من وقف زحف الإسبان. وأكد زملاء توريس أنهم جيل من ذهب، وأنهم استحقوا لقب أبطال العالم مثلما استحقوا لقب أبطال أوروبا قبل عامين، وأنهم استحقوا لقب أجمل منتخب في العالم بفضل نهجهم الهجومي المبهر. وعندما فازت إسبانيا بالكأس على حساب هولندا في ملعب "سوكر سيتي" جوهانسبورغ بنتيجة هدف-لصفر، أجمع الاختصاصيون وعشاق الكرة على القول: "إن إسبانيا تستحق التتويج، إنها بطل جميل".
-كريستوف لوميتر "سيد" أبيض يتحدى "العمالقة" السود
هي قصة شاب فرنسي متواضع خجول، ولد في مدينة آنسي (جنوب شرق فرنسا) في 11 حزيران/يونيو 1990، ودخل باب الشهرة في تموز/يوليو 2010 عندما أصبح أول عداء أبيض يقطع سباق الـ 100 م في أقل من عشر ثوان (9.98 ث). وقد سجل لوميتر (الذي يعني اسمه "السيد" باللغة الفرنسية) إنجازه خلال فعاليات بطولة فرنسا لألعاب القوى بمدينة فالنس (جنوب شرق البلاد)، ليحطم الرقم القياسي الفرنسي الذي كان بحوزة المارتينيكي رونالد بونيو.
"أول أبيض يكسر حاجز الثواني العشر"
وكتبت الصحف العالمية، المتخصصة منها وغير المتخصصة، غداة هذا الانجاز: لوميتر "أول أبيض يكسر حاجز الثواني العشر"، في إشارة إلى سيطرة العدائين السود بمختلف جنسياتهم وبلدانهم على سباقات السرعة منذ انطلاق منافسات ألعاب القوى في العصر الحديث. وعبرت الصحافة الفرنسية عن تفاؤلها بمستقبل الشاب الواعد، خاصة بعد حصده ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة أوروبا التي جرت في شهر آب/أغسطس بمدينة برشلونة، وذلك في سباقات 100 م و200 م 100م × 4 تتابع.
ألعاب القوى انتظرت زمنا طويلا قبل أن ينجح عداء أبيض في النزول تحت عتبة الثواني الـعشر في سباق الـ 100 م، ويشبه ذلك -ولو اختلفت طبيعته وأسبابه ونتائجه- انتظار الولايات المتحدة انتخاب رئيس أسود قبل فوز باراك أوباما في انتخابات 2008.
من التحدي الأصغر إلى التحدي الأكبر
يبقى أمام كريستوف لوميتر تحد أكبر وهو الفوز باللقب العالمي أو الأولمبي، مع العلم أن الجامايكي يوسين بولت يسيطر سيطرة مطلقة على سباقي 100 م و200 م منذ سنتين، وهو صاحب الرقم القياسي في كلتا المسابقتين بـ9.58 ثا و19.19 ثا. فهل خرج لوميتر من التحدي الأصغر إلى التحدي الأكبر؟
-"الديوك" يجلبون العار إلى فرنسا
لم تكن فرنسا البلد الوحيد الذي أخفق في نهائيات كأس العالم. صحيح أنها غادرت المنافسة منذ الدور الأول، شأنها شأن المنتخب الإيطالي، وخرجت من الباب الضيق مثل منتخبات إنكلترا والبرازيل والأرجنتين لاحقا. لكن منتخب "الديوك" صنع الحدث وهو في خضم المنافسة، وهو يصارع من أجل انتزاع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني، صنع الحدث فوق الميدان وخارجه. ولعب "الديوك" ضمن منافسات المجموعة الأولى، فخرجوا خاليي الوفاض، وسجلوا تعادلا من دون أهداف أمام الأوروغواي وهزيمتين أمام المكسيك 2-0 وأمام جنوب أفريقيا 2-1.
عار عليك إن فعلت عظيم
وصنع زملاء فرانك ريبيري الحدث خارج الميدان عندما قرروا الإضراب عن التدريبات تضامنا مع مهاجمهم نيكولا أنيلكا، الذي أقصي من الفريق بعد أن شتم المدرب ريمون دومينيك داخل غرفة الملابس بين شوطي المباراة أمام المكسيك. كان الأمر سيكتسي طابع السرية لو لم تكشف صحافة "ليكيب" الفرنسية الرياضية عن ملابسات القضية، فتفجرت الفضيحة وراح اللاعبون والطاقم الفني و مسؤولو الاتحاد الفرنسي يتبادلون التهم ويدلون بتصريحات متناقضة، ما أثار استياء الجماهير الفرنسية كما المسؤولين السياسيين وسخرية الصحافة الدولية، خاصة وأن اللاعبين أجبروا مدربهم على قراءة رسالة أمام كاميرات التلفزيون العالمية يطالبون فيها بسحب العقوبة عن أنيلكا، أي الاعتذار منه عن إقصائه من المنتخب. وكادت فرنسا تصدق أنها أصيبت باللعنة الكبرى.
ودخل "الديوك" فرنسا وسط سخط الجميع، وطالب كثيرون بتسليط عقوبة الإقصاء النهائي من صفوف المنتخب على كل من شارك في الإضراب. لكن المدرب الجديد لوران بلان وفق في تسيير الأزمة، التي أدت بالمقابل إلى استقالة رئيس الاتحاد الفرنسي جان بيار إسكاليت من منصبه.
 
-مازيمبي يضع حدا لسيطرة أندية شمال أفريقيا على دوري الأبطال
في 2005 عاد نادي الأهلي المصري ليفوز بدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم للمرة الثانية منذ دخول المنافسة في حلتها الجديدة في 1997 - وكانت قبلها تسمى كأس أفريقيا للأندية البطلة. واحتفظ المصريون باللقب في 2006، ليهزموا في 2007 في النهائي على يد النجم الرياضي الساحلي التونسي. لكن الأهلي استعاد تاجه القاري في الموسم التالي. وكان ساعتها نادي مازيمبي، أكبر أندية جمهورية الكونغو الديمقراطية، في طور إعادة ترتيب الأمور.
مويز كاتومبي يقود مازيمبي إلى هرم "السلطة"
وكان المهندس الرئيسي وراء عودة مازيمبي القوية إلى الساحة الكروية الأفريقية رجل أعمال ورجل سياسة اسمه مويز كاتومبي، وهو أحد المقربين من رئيس البلاد جوزيف كابيلا، حيث ساهم في تمويل حملته الرئاسية في 2006. كاتومبي يشغل منذ 2009 منصب والي منطقة كاتنغا (أقصى جنوب الكونغو الديمقراطية)، التي تتخذ من لوبومباشي عاصمة لها. بدأ حملة إعادة الترتيب بضخ أموال كثيرة في موازنة النادي، ثم أعاد توزيع المناصب الإدارية والفنية داخل النادي. وكللت جهود كاتومبي بالنجاح الباهر في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 عندما أحرز مازيمبي، بقيادة المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو، دوري أبطال أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه الرياضي.
أفضل ناد أفريقي للعام 2010
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعاد مازيمبي الكرة باكتساحه الترجي الرياضي التونسي في النهائي بنتيجة 6-1 بين الذهاب والإياب، وكان على رأس جهازه الفني المدرب السنغالي لامين اندياي، الذي كان لاعبا متواضعا في نادي مولوز الفرنسي (من أندية الدرجة الثانية) في ثمانينات القرن الماضي. ولم يتوقف الكونغوليون عند هذا الحد، بل راحوا يتحدون أكبر النوادي العالمية في بطولة كأس العالم للأندية، التي استضافتها أبوظبي في كانون الأول/ديسمبر. وفجروا المفاجأة ببلوغهم الدور النهائي، قبل أن يذوقوا طعم الهزيمة أمام إنتر ميلانو بطل أوروبا بثلاثية نظيفة.
فلم يجد الاتحاد الأفريقي أي صعوبة في اختيار أفضل ناد أفريقي للعام 2010: إنه مازيمبي لوبومباشي الكونغولي.    
نعم، لقد حصد صامويل إيتو ثمانية ألقاب في غضون موسمين كرويين، ومع ناديين أوروبيين مختلفين، وفي منافسات وطنية وقارية مختلفة. ولم يرض المهاجم الدولي الكاميروني أبدا بدور اللاعب المتفرج على تتويجات زملائه، بل كان دائما بين من حسموا الأمور لصالح ناديهم، إما بتسجيل الأهداف - في صفوف برشلونة - أو بالتضحية بالأداء الهجومي عند الضرورة
كما كان الحال مع إنتر ميلانو بقيادة المدرب البرتغالي جوزي مورينيو.
الشهرة في برشلونة
لقد عرف صامويل إيتو الشهرة مع نادي برشلونة، الذي انتقل إلى صفوفه في العام 2004 قادما من مايوركا، وهو في الثالثة والعشرين من عمره. وترك إيتو بصماته في مايوركا حيث أصبح أفضل هداف في تاريخ النادي بتسجيله 69 هدفا خلال أربعة مواسم (2000-2004). وقدم إلى برشلونة في وقت كان فيه النادي الكاتالوني في أوج سيطرته على الدوري الإسباني - سيطرة يتقاسمها بالتناوب مع غريمه ريال مدريد - وتزامنا مع بروز ظاهرة كروية في السابعة عشرة من العمر اسمها ليونيل ميسي، ليشكل اللاعبان الشابان ثنائيا من ذهب. وباتت أوروبا شاهدة على إنجازات إيتو وزملائه - تشافي وميسي ورونالدنيو وبويول... - تحت إشراف المدرب الهولندي فرانكي رايكارد.
هذا الجيل الذهبي اجتاح القارة العجوز في 2006 عندما فاز بلقب دوري الأبطال متغلبا على أرسنال في النهائي بنتيجة 2-1 على ملعب "استاد دو فرانس" في باريس. ولكن ريال مدريد استقطب الأضواء في الدوري السباني خلال الموسمين التاليين، إلى غاية وصول المدرب الجديد غوارديولا لبرشلونة. استعاد النادي مكانته الريادية سواء في أسبانيا أو في أوروبا، واكتسب قوة ومتانة لم يكتسب أبدا مثلهما في تاريخه، وكانت النتيجة أن فاز إيتو مع رفاقه في 2008-2009 بثلاثة ألقاب من أصل الخمسة التي تنافس من أجلها النادي محليا وقاريا: الدوري الإسباني، كأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا (أمام مانشستر يونايتد، بفضل هدف من إيتو وآخر من ميسي).
عهد جديد في ميلانو
وعلى الرغم من تألقه مع برشلونة، اضطر إيتو إلى مغادرة النادي بسبب تعدد المشاكل مع مدربه غوارديولا، ليحط الرحال في إنتر ميلانو. وفي حين شكك البعض في قدرته على التأقلم مع طريقة اللعب الإيطالية الدفاعية المتناقضة تماما مع نظيرتها الأسبانية الهجومية، فرض نفسه في وقت قصير كحجر أساس في تشكيلة مورينيو، ليحصد النادي الإيطالي خمسة ألقاب هي بطولة وكأس إيطاليا، الكأس الممتازة، دوري أبطال أوروبا وبطولة العالم للأندية. ليصل عدد الألقاب التي نالها إيتو ثمانية في غضون عامين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق