قيادي اسلامي مغربي يهاجم 'المقامرين بالوحدة الترابية' و'العابثين بالشعب ومكتسباته وحقوقه'



محمود معروف
 
         اتهم قائد حزب اسلامي مغربي سياسيين وإعلاميين وأصحاب رؤوس أموال ببلاده بـ'التلاعب بالشعب' المغربي في ما يبدو أنه غضب من ثقافة سياسية وإعلامية باتت منتشرة بالبلاد.
عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي يحتل المرتبة الثانية بالبرلمان المغربي، ندد بمن اتهمهم بأنهم 'يقامرون بالمغرب ووحدته الترابية واستقراره'، ودعا 'كل المفسدين من الذين يمسكون بخيوط الاقتصاد والإعلام والمال واللغة والسياسة والمندسين في مراكز القرار بأن يكفوا عن العبث بالشعب المغربي ومكتسباته وحقوقه'.

           وأكد بن كيران أن 'المشكلة الحقيقية التي يعانيها الحقل السياسي ببلادنا هي استعمال السلطة والإدارة للتحكم في الخريطة السياسية'، واعتبر أن هذا الأمر 'يضر بالمغرب ويشوه سمعته في مصاف الدول عالميا'، مشيرا إلى أن 'الشعب المغربي بطبيعته لا يحب التحكم'.
           وشدد بن كيران في اجتماع حزبي بالرباط أمس الاثنين على أن بنية المجتمع المغربي قائمة على الأخلاق والدين، مشيرا إلى أن المغرب يتميز بهذه الخصوصية الفريدة منذ الفتح الإسلامي، ومنذ المولى إدريس الأول الذي جاء إلى المغرب على أساس مركزي هو الدين. وقال 'إن الأخلاق أو الدين أمر أساسي في العمل السياسي ولا يمكن الفصل بينهما بالمغرب باعتباره دولة إسلامية'، وأضاف 'إن الحكم دائما متلبس بالمنافع والامتيازات والطمع مما يتطلب أن يكون كل سياسي محصنا بالمبادئ التربوية التي تجعله يراقب الله في تدبيره لشؤون الناس اليومية'.
          وندد بن كيران بـ'الذين يقامرون بالمغرب ووحدته الترابية واستقراره'. وحسب الموقع الاكتروني لحزب العدالة والتنمية فإن بن كيران كان يشير إلى ما وقع بمدينة العيون كبرى الحواضر الصحراوية من اقامة مخيم على مشارف المدينة احتجاجا على الاوضاع الاجتماعية للسكان والمطالبة بالسكن والشغل، وقيام السلطات بتفكيك المخيم بعد توسعه ليصل عدد الخيام المنصوبة الى اكثر من 2500 خيمة واتهام السلطات لناشطين مؤيدين لجبهة البوليزاريو بالانحراف بالمخيم من اهداف اجتماعية لاهداف سياسية.
وحمل حزب العدالة والتنمية وكذلك حزب الاستقلال الحزب الرئيسي بالحكومة حزب الاصالة والمعاصرة المقرب من السلطات بالتعاون مع والي (محافظ) المنطقة مسؤولية أحداث المخيم وانعكاساته السلبية على الموقف المغربي في قضية النزاع الصحراوي.
وشكل مجلس النواب لجنة تقصي حقائق حول المخيم وتداعيات اقامته وتفكيكه من المقرر ان تقدم تقريرها خلال الايام القادمة.
وندد الامين العام لحزب العدالة والتنمية بما يقع من ضغط 'كبير وغير أخلاقي' على مجموعة من المستشارين (منتخبين بلديات) من أجل التخلي عن لونهم السياسي، معتبرا أن مثل هذه السلوكيات 'تخل بالمنهجية الديمقراطية، سعيا نحو هندسة الانتخابات، كما أكد أن العدالة والتنمية سيدخل تشريعيات 2012 وكله عزم على تحقيق الانتصار على خصوم الديمقراطية، داعيا مسؤولي حزبه المحليين إلى الانخراط بقوة في معركة النزاهة والشفافية'، مؤكدا بأن الحزب ينأى بنفسه كليا عن أي انحراف سياسي. ودعا بن كيران 'كل المفسدين من الذين يمسكون بخيوط الاقتصاد والإعلام والمال واللغة والسياسة والمندسين في مراكز القرار بأن يكفوا عن العبث بالشعب المغربي ومكتسباته وحقوقه، وبأن يفسحوا المجال لكل شريف غيور على بلاده'.
واعرب عبد الاله بن كيران عن اسفه لتعطل الإصلاح بمختلف القطاعات الحيوية كالقضاء والتعليم والصحة والاقتصاد وغيرها من القطاعات، واستغرب بقوة ما يحصل في ملف القضاء، مشيرا إلى تداعيات الهجمات الانتحارية التي استهدفت مدينة الدار البيضاء يوم 16 ايار/مايو 2003 وتعرض فيها مواطنون كثر لظلم كبير، فضلا عن السياسيين الستة القابعين وراء القضبان والمتهمين في ما يعرف بقضية خلية بلعيرج.
        وقال بن كيران 'إن من يحمل القلم لا يحمل البندقية'، مشيرا إلى مدى اقتناع المعتقلين الستة بالثوابت الوطنية وانخراطهم القوي في مسيرة الإصلاح، التي دشنها المغرب.
        كما استنكر بن كيران الهجوم الذي تعرض له حزب العدالة والتنمية في شخص أمينه العام حينما أعلن تشكيكه في من كان وراء هجمات 16 ايار/مايو 2003، وقال 'إن الشك حق مشروع، وإذا كان النبي إبراهيم عليه السلام قد شك في الله عز وجل رغم إيمانه به، أفلا يحق لابن كيران الشك في من كان وراء 16 مايو الإجرامية'. وقال إن من حق المغاربة معرفة كل الحقائق التي تقع بوطنهم.
وجدد بن كيران شكره لموقف الملك محمد السادس 'الذي لم يسمح للترهات التي كان بعض الانتهازيين يريد استغلالها ضد العدالة والتنمية، ومن بينها المطالبة بحل الحزب' مؤكدا أن مثل هؤلاء الاستئصاليين لا يفوتون الفرص دون استهداف العدالة والتنمية، حيث يعودون في كل مرة لمهاجمته وان هذا التيار الاستئصالي ما فتئ يستهدف الحزب، مطالبا بعدم اقحام الملك في المعركة، على اعتبار أن الملك ملك لكل المغاربة بمختلف أطيافهم المدنية والسياسية والنقابية، ومجددا تأكيده على أن حزب العدالة والتنمية ينظر دائما إلى الملك على أنه رمز للبلاد. وقال 'إن موقف الحزب من الملكية موقف قديم ومعروف منذ 25 سنة أو أكثر، وهو موقف يعرفه الملك والسياسيون ولولاه لما سُمح للعدالة والتنمية بالمشاركة في الانتخابات'.
          وقال بن كيران إن حزب العدالة والتنمية مع الحداثة التي تعمل على خدمة مصالح الشعب المغربي وتحترم قيم البلاد وخصوصياتها ومقدساتها المتمثلة في الهوية الحضارية الإسلامية والوحدة الترابية والملكية، لكنه في المقابل دان 'شبه الحداثة' التي تدعو جهرا إلى استباحة كرامة المواطنين، كالمثلية أو الجنسانية أو غيرها من المواقف التي تتعارض مع الهوية الحضارية للمغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق