حاول حوالي ألفي شخص في العاصمة الجزائرية الخروج في مسيرة تلبية لنداء التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية من أجل "تغيير النظام" لكن منعوا من ذلك بسبب التدابير الأمنية المكثفة، وسجلت اعتقالات عديدة.
في حين كان يحلم الجميع بسيناريو مماثل لما حدث في مصر، فرغت ساحة أول مايو تدريجيا من متظاهريها. ونجحت الشرطة في مطاردة الشبان وتفريقهم وسط دوي الطائرات المروحية.
لكن ذلك لم يمنع آلاف المتظاهرين الذين بلغ عددهم 5 آلاف بحسب المنظمين من النزول إلى الساحة التي طوقها حاجز أمني كبير ورغم انتشار نحو حوالي 30 ألف شرطي. وهتفت الجماهير بشعارات مختلفة منها : "جزائر حرة وديمقراطية"، "تسقط الدكتاتورية ويسقط بوتفليقة"، "النظام مجرم"، "مسيرة سلمية"، "مبارك سقط وبوتفليقة سيلحق به". وكان منظمو المسيرة وسط المتظاهرين ومنهم سعد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وعلي يحيى عبد النور الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان الذي تم تعنيفه على يد الشرطة رغم أنه يناهز الـ 90 من العمر.
اشباكات بين موالين لبوتفليقة ومناهضين له
كانت ساحة أول مايو تغص بالناس عند الساعة 11 صباحا وحاول رجال الشرطة المسلحون بالعصي استفزاز المنظمين لتفريقهم. واندس شبان موالون لبوتفليقة وسط الحشد هاتفين بشعارات موالية للنظام : "بوتفليقة ليس مبارك"، "الشعب والسلاح معك يا بوتفليقة"، "بوتفليقة امنحنا التأشيرة". وكادت أن تنشب صدامات بين المعسكرين لولا تدخل وحدات الأمن.
وأكد المنظمون أن هؤلاء الشبان أتوا من الأحياء المجاورة على غرار "الحراش" و"بلكور" وأنهم تلقوا تعليمات بإجهاض المسيرة كما حصل في العام 2001. وقال نبيل وهو شاب عاطل عن العمل يبلغ من العمر 26 سنة وجاء لمساندة بوتفليقة " لماذا نطالب برحيل بوتفليقة في حين أنه سدد ديون بلادنا وحسن الوضع الاقتصادي. بوتفليقة لم يعطني شيئا لكنني أحبه". وأكد صديق له كان يلبس حذاء "نايك" أن الجزائر ليست مصر وتقول اللافتة التي كان يحملها "الشعب ليس ساذجا"، وقال إنه يفضل نظام بوتفليقة رغم وضعه الاجتماعي المتردي. ووصف القبليين بالصهاينة داعيا إياهم إلى "مغادرة العاصمة" و"العودة إلى جبالهم".
متظاهرون يغيرون موقفهم
ودهش المناهضون لنظام بوتفليقة بحضور الموالين للرئيس وأثار ذلك في بادئ الأمر بعض الارتباك في صفوفهم خاصة وأن الموالين لبوتفليقة كانوا يصرخون بقوة، ولمواجهتهم عمد المتظاهرون المنادون بتغيير النظام إلى الصياح أعلى لقلب الدفة ونجحوا في ذلك إذ انضم الموالون للنظام إلى صفوف المعارضين بعد منتصف النهار.
وعبر لنا النقابي السابق أبو القاسم عبد الوهاب عن حزنه لأن النظام الجزائري يواصل استعمال شعبه كالدمى والعمل على تفريقه ليسود: " الناس يريدون التغيير والجزائر تعيش فوق بركان. نحتاج فعلا إلى نظام برلماني في بلادنا، نريد دولة توزع الثروات على شعبها بشكل عادل" وأضاف " شباب اليوم يفضل أن يبتلعه البحر على البقاء هنا".
وعند الساعة الواحدة بعد الظهر وفي حين كان ينتظر الجميع أن تفرغ ساحة أول مايو إثر مغادرة المنظمين، حصل العكس. فانضم مئات الشبان الذين أتوا من أحياء أخرى من العاصمة وخصوصا من حي "باب الواد" إلى صفوف المتظاهرين وهتفوا بشعارات مناهضة لبوتفليقة وللنظام واحتلوا الساحة. لكن ذلك لم يدم طويلا إذ نجح رجال الشرطة الكثيرون في تفريقهم ومطاردتهم وإفراغ ساحة أول مايو من معظم المتواجدين فيها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق