بوتفليقة يريد أن يظهر متفتحا وهي صورة مزيفة

 يرى كريم طابو السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، أن الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد الخميس الماضي، ''تعكس إرادة في خداع العالم بأن النظام يتجه نحو تفتح لا وجود له في الواقع. أما المطلوب فهو العودة إلى الحالة الطبيعية التي تسمح بممارسة الديمقراطية بمفهومها الواسع''.

  تعاطى كريم طابو لدى نزوله ضيفا على ركن ''فطور الصباح''، مع التدابير التي كشف عنها الرئيس بوتفليقة، ومن أبرزها نيته في رفع حالة الطوارئ وإلزام التلفزيون والإذاعة بتغطية نشاطات كل الأحزاب. وبشأن الإجراء الأول، قال طابو إن بوتفليقة طلب من الحكومة تحضير قانون يتيح مكافحة الإرهاب، بالموازاة مع تكليفها بإعداد نص يسمح برفع حالة الطوارئ، ''وهذا المفهوم لا يعكس إرادة في رفع العراقيل التي حالت دون ممارسة الديمقراطية والحريات الجماعية والفردية، ولايسمح بالعودة إلى حرية التعبير.. رئيس الجمهورية أراد أن يظهر بصورة رجل الانفتاح لكن هذه الصورة مزيفة''.
وذكر طابو أن رئيس الجمهورية ''إذا كان يملك نية حقيقية في إعادة الجزائر إلى الحياة العادية من خلال رفع حالة الطوارئ، عليه أن يقول للجزائريين من هو هذا الجهاز الذي فرض عليه أن ينتخب ويعدل الدستور في ظل حالة الطوارئ، وعيله أن يبيَن للجزائريين كيف تمكن مليارديرات من تكوين ثروات ضخمة في ظل حالة الطوارئ، في وقت كان فيه الناس يئنون تحت الفقر وضربات الإرهاب''. وأضاف بأن الأفافاس لا يدعو إلى العودة لفترة ما قبل 1992 و''إنما الرجوع إلى ممارسة الديمقراطية وتنظيم انتخابات حقيقية والتمكين لحرية الصحافة. وبدون هذه الشروط  لن يكون أي معنى للكلام الذي ورد على لسان الرئيس في مجلس الوزراء الذي نعتبره أصلا كذبا ومخادعة ومناورة''.
واعتبر طابو الإبقاء على حظر المظاهرات بالعاصمة ''أمرا خطيرا، إذ كيف يعقل أن نبرر غلق العاصمة بالخوف من الإرهاب، ونسمح بمسيرات في ولايات تفشى فيها الإرهاب مثل تيزي وزو وبومرداس والبويرة. إن ذلك يبيَن زيف مبررات قرار استثناء العاصمة من المسيرات''. وقال طابو إن حالة الطوارئ ''فرضت وفق خيار سياسي، بمعنى أن النظام اختار سياسة أمنية معينة عندما قرر الخروج من اللعبة السياسية''، يقصد تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية 1991 التي احتل فيها الأفافاس المركز الثاني بعد الفيس.
وفي إشارة إلى الغريم الأرسيدي، قال طابو أن حزبه ''يرفض أن يتلقى دروسا من أي أحد حول رفع حالة الطوارئ، لأننا أكثر الأحزاب تمسكا بمبادئنا''. ودعا إلى ''قول الحقيقة حول مصير الميليشيات المسلحة التي أسسها وقادها مسؤولون سياسيون في فترة الحرب الأهلية، كما انه من حقنا أن نعرف مصير 7 آلاف شخص قيل لنا إنهم تابوا عن الإرهاب''.وبخصوص التعليمة التي وجهها الرئيس لمسؤولي التلفزيون والإذاعة لتغطية نشاطات الأحزاب بـ''إنصاف''، قال طابو أن نشاطات الأفافاس منعت من التغطية تلفزيونيا مدة 10 سنوات ''وقد تم ذلك بناء على تعليمات بلَغت لمسؤوليه شفويا، تفاديا لترك أي أثر قد يجرَ على أصحابه المتابعة القضائية في المستقبل''. ووصف تعليمة الرئيس بـ''الخداع لأن بوتفليقة نفسه صرَح منذ سنوات بأن من يريد التحدث في التلفزة عليه أن ينشىء تلفزيونه الخاص، وكان ذلك بمثابة تعليمة تمنع تمرير أي خطاب سياسي يعارضه''. 
 أوضح كريم طابو أن رئيس الحزب، حسين ايت أحمد قال في أحد اجتماعاته '' لا يمكن أن يكون الأفافاس حزبا عاديا في بلد غير عادي''. جاء ذلك ردا على سؤال بشأن طبيعة الحزب ''المعارض للسلطة وللمعارضة في نفس الوقت''، بحيث قال طابو بأن ''مشكل الأفافاس أنه يكتشف أنه محق على الدوام.'' وقدم العديد من الأمثلة التي تبرر موقف الحزب من المعارضة، لا سيما المحطات التي جرب فيها مواقف ''شركاء'' أتضح في النهاية أنهم ''معارضون شكليا فقط''، وأشار طابو ''في رئاسيات 2004، الكل حام حول بن فليس وكنا نقول حينها إنها مسرحية، بينما تساءل أنصار بن فليس ''لماذا يعارض الأفافاس المعارضة''. ورد عن سؤال حول سبب دخول الحزب انتخابات 1997، بالقول أن '' الوضع كان يختلف والفترة كانت متميزة في البلاد''.
ويشدد طابو أن حزبه يفكك ويدرس كل المبادرات المطروحة أمامه قبل اتخاذ قرار المشاركة فيها، وقال ''أحترم كل الأحزاب السياسية ولدينا الحق في القول لسنا معكم، وإذا تلقينا مبادرة مبنية على قناعات راسخة فنحن نمشي فيها. أما إذا كانت غير ذلك، فنمتنع''، وعاد طابو إلى المسيرة المرتقبة السبت المقبل، شارحا أسباب عدم المشاركة فيها، وأبرز ''لا مشكل لدينا مع الأرسيدي، ولكن مشكلنا مع البلطجية''، رابطا الحديث عمن أسماهم بـ''ميلشيات'' من مناضلين ونواب مسلحين يوجدون خاصة بمنطقة القبائل، قال أنه لا يمكن للافافاس أن نعمل معهم إلا بعدما يلقون السلاح''.
 ولا يرى طابو مشكلا في مقاطعة العمل مع فعاليات يصنفها ضمن ''عملة النظام'' من أحزاب وشخصيات وطنية قالت للخارج في وقت ما انه يجب الإبقاء على حالة الطوارئ سارية في البلاد ''وهؤلاء كانوا سفراء للجزائر في الخارج والآن يوقعون بيانات يطالبون فيها برفعها''، وربط السكرتير الأول للحزب حديثه مع من ينتقد بقاء رئيس الحزب، حسين ايت أحمد في الخارج بينما يسير الحزب بالداخل، بأن ''ايت أحمد قدم للجزائر، وهو في الخارج ما عجز عن تقديمه سفراء النظام و''ليس الدولة'' في الخارج، مؤكدا أن'' قيمة الشخص لا تقاس بحضوره الجسدي وإنما بدوره وايت أحمد أعطى للثورة من الخارج أكثر مما كان سيقدمه لو أنه استقر في الداخل. وتابع ردا عن تعقيب بأن ''الأفافاس يسير بالفاكس'' بالقول نعم يسير بالفاكس، وعلى الأقل نحن نعرف من أين يأتي هذا الفاكس''. وأضاف ''انظروا لردود فعل الأحزاب حول إلغاء حالة الطوارئ، أكثرهم كان مستفيدا منها.. هناك من كان يموت خلال الأزمة وآخرون كوّنوا الثروة''.
 ويشدد طابو أن ''الأفافاس لم يتلق ولا دينارا من الدولة منذ عشر سنوات ''في معرض تأكيده استقلاليته، وأوضح انه يعيش على اشتراكات مناضليه. وقد احتار آيت أحمد لذلك. وتحدث السكرتير الأول عن الإطارات التي رحلت عن الحزب، قائلا ''لكل واحد ميزانه''.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق